وقفة مطالبة بتحرير جثمان الشهيد دقة بطمرة والشرطة تلاحق وتعتقل ناشطين من شفاعمرو

عبود: "جميعنا نشهد تصرفات همجية غير مبررة من قبل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بما فيها جهاز الشرطة سواء إن في غزة أو مناطق الـ48، من خلال ممارستها قمعا غير مسبوق".

وقفة مطالبة بتحرير جثمان الشهيد دقة بطمرة والشرطة تلاحق وتعتقل ناشطين من شفاعمرو

قوات الشرطة تنتشر في شفاعمرو (عرب 48)

شارك العشرات مساء اليوم، السبت، في وقفة احتجاجية على دوار القدس بمدينة طمرة للمطالبة بتحرير جثمان الشهيد الأسير وليد دقة من باقة الغربية، الذي استشهد نتيجة سياسة الإهمال الطبي ورغم انتهاء مدة أسره الفعلية.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وكان من المفترض أن تنظم الوقفة في شفاعمرو، إلا أنه تقرر نقلها إلى طمرة بسبب تضييقات الشرطة ضد أعضاء حملة إطلاق سراح جثمان الشهيد الأسير دقة، واعتقالها للناشطين مراد حداد ومحمود حصري من شفاعمرو، فيما انتشرت في موقع الوقفة بالمدينة أعدادا كبيرة من عناصر الشرطة.

وتوجه المشاركون بعد الوقفة إلى منزل عائلة الشهيدتين الشقيقتين هزار ودينا بحوث في شفاعمرو، اللتين استشهدتا في المجزرة التي ارتكبها الإرهابي ناتان زاده في حافلة في 4 آب/ أغسطس عام 2005.

وجاءت الوقفة بدعوة من اللجنة الشعبية لتحرير جثمان الشهيد الأسير وليد دقة، الذي تحتجزه السلطات الإسرائيلية منذ 7 نيسان/ أبريل الماضي.

وقال قدري أبو واصل، لـ"عرب 48"، إن "سياسات الشرطة وإسرائيل تهدف إلى استفزاز الشعب الفلسطيني وهذا معلوم للجميع، وقد قمنا بنقل الوقفة الاحتجاجية من شفاعمرو إلى طمرة نتيجة هذه المضايقات واعتقال الناشطين مراد حداد ومحمود حصري عضوي اللجنة الشعبية".

وأضاف "ذلك لم يثنينا عن مطالبنا وأعلنت اللجنة الشعبية عن تخصيص يوم السبت من كل أسبوع للقيام بوقفات احتجاجية حتى إذعان السلطات الإسرائيلية لمطالبنا بتحرير جثمان الشهيد القائد وليد دقة ودفنه في أرض قريته".

وتابع أبو واصل "نعتز بتاريخ الشهيد وليد دقة الطويل بالحركة الوطنية الأسيرة، سيما وأنه من طلائع هذه الحركة وقائد عظيم ومفكر معطاء ورمز من رموز الشعب الفلسطيني، ولن نتراجع مهما كان الثمن وسنستمر في وقفاتنا الاحتجاجية حتى تحرير جثمانه ودفنه في أرض الوطن، فالشهيد له حق علينا ومهما فعلنا من أجله لن نفيه حقه".

وتطرقت المحامية نادية دقة إلى أهمية الحراك الشعبي للتأثير على المسار القضائي، في حديث لـ"عرب 48"، بالقول "من المهم جدا القيام بهذه الوقفات التي تحشد الرأي الشعبي لمناهضة التصرفات غير القانونية للشرطة الإسرائيلية التي تعطي لنفسها صلاحية احتجاز جثامين الشهداء".

ولفتت إلى أنه "على الرغم من أن الشهيد وليد دقة يحمل الجنسية الإسرائيلية، فقد عوملت قضيته بطريقة مستفزة وغير إنسانية، وهذا يدل على أن هناك حقد شخصي على هذا الشهيد، وأيضا هناك استهداف لكل فلسطيني يحمل الجنسية الإسرائيلية وحالة وليد هي الأولى من نوعها".

وختمت دقة بالقول "نحن ضد سياسة احتجاز الجثامين بشكل عام وقضية احتجاز جثمان الشهيد دقة على وجه الخصوص، ويجب أن نسمع صوتنا الرافض لهذه السياسات. المحكمة ستعقد جلسة لمناقشة هذا الأمر في منتصف حزيران/ يونيو المقبل وننتظر قرار السلطات الإسرائيلية ليتم التعامل معها على ضوء هذا القرار".

وعن تضييقات الشرطة بحق الناشطين في الحملة، قال عضو اللجنة الشعبية بشفاعمرو، وسام عبود، لـ"عرب 48"، إن "جميعنا نشهد تصرفات همجية غير مبررة من قبل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بما فيها جهاز الشرطة سواء إن في غزة أو مناطق الـ48، من خلال ممارستها قمعا غير مسبوق".

وأضاف "بالأمس باشرت الشرطة حملة الاعتقالات بحق المتواجدين في الوقفة الاحتجاجية المطالبة بتحرير جثمان الشهيد وليد دقة، إذ اعتقلت كلا من مراد حداد ومحمود حصري وغيرهما بذريعة تنظيم وقفة غير مرخصة، رغم أن الشرطة لا تمنح تراخيص للمظاهرات أصلا، ومع أن الشهيد دقة قبع بالأسر لمدة 39 عاما وتوفي فيه إلا أنهم لم يراعوا حرمة الميت أو مشاعر ذويه، ومن حقنا وحق الشهيد أن يتم دفنه حسب الشريعة الإسلامية وهذا مصان بكافة القوانين والأعراف الدولية والدينية، فإكرام الميت دفنه ومطلبنا الوحيد يتمثل في تسليمنا جثمان الشهيد فقط لا أكثر ولا أقل".

وفي السياق، قررت المحكمة العليا في 20 أيار/ مايو عقد جلسات استماع خلال النصف الأول من شهر حزيران/ يونيو المقبل، وذلك للنظر في التماس قدمته عائلة الشهيد الأسير وليد دقة لمطالبة السلطات الإسرائيلية بتحرير جثمانه.

التعليقات